الملاك الحزين المدير العام
عدد الرسائل : 2485 العمل/الترفيه : طالب الدولة : تاريخ التسجيل : 22/04/2007
| موضوع: حوار مع الكاتب والمحلل السياسي أ. ياسر الزعاترة الأحد ديسمبر 23, 2007 6:26 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
يعيش الفلسطينيُّون حالةً مزرية وفي منعطف خطير من منعطفات الحياة السياسيَّة والاقتصاديَّة، وكذا الاجتماعيَّة المشوبة بالغموض والضبابيَّة. فلا تزال حالة العراك السياسي بين حركتي حماس وفتح تلقي بشظاياها ولهيبها في هذه المرحلة الانتقاليَّة في التاريخ الفلسطيني، وخصوصاً بعد الحسم العسكري الذي ارتأت حركة المقاومة الإسلاميَّة (حماس) بعد الصبر الطويل أن تقوم به رغماً عنها ـ كما يقول ساستها ـ لتطهير غزَّة من الذين كانوا عقبة كؤوداً أمام الخطَّة التي وضعتها حكومة حماس لنشر الأمن والاستقرار تزامناً مع مقاومة الصهاينة! وبما أنَّ قضيَّة كهذه مهمَّة فقد توجَّهتُ إلى خبير سياسي إسلامي ذائع الصيت ومعروف إعلامياً ؛ للإجابة عن أسئلة مهمة بروح الخبرة السياسيَّة، هو الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، الذي يكتب في العديد من الصحف والمجلات ومواقع الإنترنت، وهو فلسطيني من مواليد مخيم عين السلطان في أريحا عام1962م، وقد تخرج في كلية الاقتصاد والتجارة في الجامعة الأردنية عام 1984م ، ثمَّ عمل في الصحافة منذ عام 1986، وكان رئيس تحرير مجلة فلسطين المسلمة ما بين 1989ـ 1998م، وهو منذ ذلك الحين يكتب مقالاً سياسياً يومياً في صحيفة الدستور اليوميَّة الأردنيَّة ، ومقالات أسبوعيَّة في عدد من الصحف ومواقع الإنترنت. وقبل الشروع في قراءة هذا الحوار، فإنَّ من المعروف في عالم الصحافة والإعلام أنَّه قد يتحاور المرء مع من يتفق معه في الفكر أو يختلف معه، فلا يُنسَبُ لساكت أو سائل قول ، ولهذا فإن الحوار مع خصوبته وثرائه إلاَّ أنَّني أختلف نقاط يسيرة مع ما يراه الأستاذ ياسر الزعاترة، فهي في دائرة الجائز والمباح في القول، أسأل المولى سبحانه أن ينفع بهذا اللقاء، فإلى محاوره: • الإشكالات الداخلية الفلسطينية: س1: ما الخطوة التي تراها مناسبة لمعالجة حالة الانسداد السياسي الواقعة بين الفلسطينيين؟ ج1: ليس هناك من حل لحالة الانسداد السياسي في الساحة الفلسطينية سوى الحوار بين فتح وحماس، وبالطبع بدعم عربي، أما استمرار مراهنة السلطة وقيادتها على الإسرائيليين والأمريكان فلا يمكن أن يكون في مصلحة القضية الفلسطينية، لا سيما أنهم يجربون المجرب، ليس فقط على صعيد استحالة شطب حركة تمثل ما لا يقل عن نصف الفلسطينيين، بل أيضاً على صعيد المراهنة على مسار التسوية، في حين يعلمون أنه ليس لدى الإسرائيليين ما يمكن أن يكون مقبولاً للفلسطينيين. س2: المؤسسات الخيرية والمجتمعيَّة في فلسطين؛ كرابطة أدباء بيت المقدس ورابطة علماء فلسطين والمؤسسات والجمعيات الخيرية ، تتعرض لخطر داهم من بعض الأيادي العبثيَّة، ألا ترى ضرورة حماية وكفالة هذه المؤسسات وعدم المساس بها ؟ وهل من حلول عمليَّة لذلك؟ ج2: المؤسسات الخيرية في فلسطين تتعرض لخطر داهم، وقرار حل أكثر من مئة منها هو قرار أرعن لا يشير إلى أدنى حس بالمسؤولية، أما حمايتها فأمر ممكن وإن كان صعباً إذا أصر قادة السلطة على استهدافها، ولن يتم ذلك خارج سياق الخروج إلى الشوارع والتنديد بممارسات السلطة بصرف النظر عن التضحيات. س3: برأيك ما الأفضل لحكومة حماس في ظل الوضع الراهن: المواصلة في الحكومة أم تركها والعودة إلى مربع المقاومة ـ كما يراه بعضهم ـ؟ ج3: لم يعد هذا السؤال مطروحاً الآن على هذا النحو. أنا كنت ضد المشاركة في الانتخابات، وما جرى توقعناه، وبالمناسبة النتيجة لن تكون أفضل بكثير لو حصلت حماس على ما دون الغالبية؛ لأن هدف الانتخابات كان تمرير برنامج سياسي يرفض المقاومة ويفاوض بصرف النظر عن النتيجة، وهو الآن يستغل ما جرى في غزة من أجل الهدف ذاته، وأنا أعتقد أن الحسم العسكري في غزة على رغم الظلم الذي وقع بحماس إلا أنه كان خطأ من الناحية السياسية في ظل الظرف المحلي والعربي والدولي القائم. ما يعنينا فيما يجري هو محافظة حماس على ثوابتها والعمل على إدارة القطاع على نحو ذكي ومرن، ريثما تستجد ظروف عربية وإقليمية ودولية تسمح بإعادة اللحمة بين طرفي الوطن والعودة إلى مسار المقاومة من جديد، بصرف النظر عن مصير الحكومة، بل بصرف النظر عن مصير السلطة ذاتها، لا سيما بعد أن ثبت أن وجودها مصلحة للعدو. س4: قد يختلف معك بعض المنتصرين لقضية الحسم العسكري الذي قامت به حماس في غزة، حيث يرون أنَّ الأمور وصلت إلى حالة احتقان عجيبة وتواطؤ من بعض رموز حركة فتح مع الاحتلال الصهيوني ضد المقاومة، وكذلك في النكاية ضد حركة حماس مع صبر حماس عليهم وعلى أذاهم لها. ولهذا يرون أنَّ الحل الأفضل والفعلي لمعالجة تلك الأزمة ذلك الحسم العسكري الذي قامت بها حماس وخصوصاً أن الوضع الدولي لا يوجد منه تغيّر في التعاطي مع حماس قبل وضعية الحسم وبعد وضعية الحسم إلا أمر يسير؟ ج4: أنا لا ألزم أحداً برأيي، لكن الأيام ما زالت تثبت أن ما قلته منذ البداية كان صحيحاً، وأن حماس منذ دخلت الانتخابات وهي تخسر سياسياً وشعبياً. يا أخي، يُشَكِّلُ قطاع غزة واحداً ونصف الواحد في المائة من مساحة فلسطين، ولا أدري كيف يستوي عقلاً أن يحشر أصحابنا أنفسهم في هذه المساحة بعد أن كانوا هم الفصيل الذي شكل حكومة وحدة وطنية مسؤولة عن الجميع، وكيف يحشرون أنفسهم بين مصر والدولة العبرية، وهم الذين لم يدبروا أنفسهم أيام كانوا حكومة وحدة؟ أما حكاية الانفلات الأمني، فكان بالإمكان حلها كما وقع طوال عام ونصف، مع العلم أن السياسة لا تؤخذ بمنطق الثأر والانتقام، وإنما بمنطق جلب المصالح ودرء المفاسد، فالسياسة ليست أن يكون معك حق أم لا، بل هي أين يمكننا درء المفاسد وجلب المصالح، وقديماً قال أهل العلم: إذا ترتب على إنكار المنكر منكر أكبر منه فالأصل هو تركه على حاله. ولا أدري أي مفسدة أسوأ مما فيه حماس الآن، حيث فتحت قفصاً ودخلت فيه وأقفلته على نفسها، وصارت تظهر بمظهر قوة بوليسية أمام العالم. إنَّ قليلاً من التفكير يثبت أن حماس منذ الانتخابات وهي توالي الخسارة، فهي التي كانت موضع إجماع الأمة العربية والإسلامية من قبل. ولذا أقول: الذي لا يرى أن حماساً أخطأت في دخول الانتخابات، ثم تشكيل الحكومة وكل التنازلات (وثيقة الوفاق، برنامج حكومة الوحدة، وكل مفردات خطاب الدولة على الأراضي المحتلة عام 67، ثم الحسم العسكري)، وأنَّ من لا يعترف بأن ذلك مسلسل من الأخطاء فهو بظني لا يعرف السياسة، وحديثي هو من منطلق النقد البنَّاء لهذه الحركة؛ فو الله إن هذه الحركة ومستقبلها وتراث شهدائها لأحب إلي من نفسي وأبنائي. س5: هل توافق على أنَّ حركة حماس ابتعدت عن سيرها وخطِّها المقاوم وصارت متمسكة بالحكومة أكثر من تمسكها بحق المقاومة؟ ولماذا؟ ج5: الأكيد أن دخول الانتخابات ومن ثم رئاسة الحكومة قد ساهم في تهميش برنامج المقاومة، لكن البرنامج المذكور لم يدخل في مأزق لهذا السبب فقط، بل لجملة عوامل أخرى؛ من بينها ضرب خلاياها في الضفة الغربية، وغياب الأهداف في القطاع بسبب الجدار المحيط به، والسبب الأهم هو تراجع الموقف العربي، ودعمه لفريق (عباس- دحلان) الذي يرفض المقاومة المسلحة، وعندما ترفض فتح هذا المسار فلا يمكن للآخرين أن يواصلوا دعم المقاومة، بما يؤدي إلى صدام مع رافضيها. برنامج المقاومة سيعود إلى وهجه بعد أن يفشل مشروع الدولة المؤقتة ومؤتمر بوش وينتهي المشروع الأمريكي في العراق إلى الفشل، ومعه مشروع ضرب إيران. س6: هل سيكون في صالح الفلسطينيين جميعاً ذلك الدعم غير المتناهي لحكومة سلام فياض؟ وكيف يمكن التعامل مع ذلك؟ ج6: دعم حكومة سلام فياض هو رشوة للفلسطينيين من أجل تمرير برنامجها السياسي، وهو الدولة المؤقتة على قطاع غزة وأقل من نصف الضفة الغربية. وهو وإن كان سيسهل حياة الناس غير أن الشعب الفلسطيني لا يقبل رشاوى من أحد، وهو لن يبيع قضيته الوطنية والإسلامية بأثمان بخسة من هذا النوع. س7: في الزيارات واللقاءات الدبلوماسية بين السياسيين الفلسطينيين، هناك تطلعات معلنة، ولكن هناك أهداف مبطنة، ما هي؟ ج7: إذا كان المقصود بين حماس وفتح؛ لأن قادة فتح لا يريدون الحوار، ولا يريدون إعادة حماس إلى الوضع الذي يمنحها (فيتو) على العملية السياسية، بل هم فرحون بحشرها في غزة، ومن ثم يعملون على ملاحقتها من أجل استعادتها منها بدعم الخارج، وبتكريس الحصار ونشر الفوضى ودفعها إلى البطش الذي يفض الناس من حولها. س8: بصفتك مراقباً للوضع : إلى أين تتجه الأمور في فلسطين في المستقبل القريب؟ ج8:من الصعب التكهن بما سيجري في الساحة الفلسطينية قريباً، لكن الأكيد هو أنه مرتبط بتحولات السياسة في المنطقة، لاسيما في حال ضرب إيران، ونتائج ذلك على المنطقة وعلى الملف العراقي. وعموماً يبدو أن كل شيء يسير في اتجاه إفشال مخطط دايتون، وبرنامج الدولة المؤقتة، وصولاً إلى انتفاضة جديدة تشبه انتفاضة الأقصى. • فلسطين والمقاومة والوضع الخارجي: س9: هل ترى أنَّ مشروع المقاومة سيقوَّض، وخصوصاً بعد انعقاد المؤتمر الدولي الذي دعا إليه بوش؟ ج9: على العكس، المؤتمر الدولي وما بعده سيكرس خيار المقاومة، تماماً كما وقع بعد قمة كامب ديفيد، تموز عام 2000، عندما أيقن الجميع بعبثية المسار التفاوضي، وهنا في مؤتمر بوش سيتكرر المشهد. لا يعني ذلك أن المقاومة ستنطلق على الفور، لكن الوضع سيكون مهيَّأً لذلك بانتظار التطورات في الوضع العربي والإقليمي، وبالضرورة سيكون داخلياً مهيَّأً في إطار الحراك السياسي داخل حركة فتح والسلطة؛ لأن المقاومة لا يمكن أن تمضي من دون إجماع وطني. س10: هل العدو الصهيوني أوجد حالة إشغال لشتَّى الشرائح العاملة في فلسطين عن قضيتهم الأم بتحرير فلسطين، والتهديدات التي تواجه الأقصى؟ وكيف؟ ج10: ربما أشغلت الوقائع في قطاع غزة وما ترتب عليها المواطنَ الفلسطيني، لكن علينا أن نتذكر أن المقاومة كانت في حالة انحسار قبل ذلك، بل قبل الانتخابات؛ بسبب تطورات الوضع العراقي والهجوم الأمريكي على المنطقة. كما علينا أن نتذكر أننا إزاء صراع تاريخي لا تُغيّر في واقعه التطورات العابرة، وعموماً ليس صحيحاً أن الفلسطينيين غائبون عن قضيتهم أو عن التهديدات التي تطالها، وسيثبت ذلك خلال وقت قصير، خلافاً لما يبشر به بعضهم. س11: هناك ارتباط وثيق بين موضوعي فلسطين والعراق، فلو افترضنا انسحاباً أمريكياً قريباً من العراق، فهل سيؤثر ذلك على القضية الفلسطينية؟ وما مدى هذه التأثيرات؟ ج11: هناك فعلاً ارتباط عضوي بين ما يجري في العراق وما يجري في فلسطين، ولولا الصهاينة وحلمهم بإعادة تشكيل المنطقة من أجل تقبل زعامتهم والتسوية التي يريدون لما كان احتلال العراق، ولذلك ففشل المشروع الأمريكي في العراق سيدفع أمريكا إلى التراجع على مختلف المستويات، وهو ما سيكشف بقدر ما ظهر الكيان الصهيوني ويجعل الصراع معه أكثر سهولة علينا نحن الفلسطينيين والأمَّة العربية والإسلامية. س12: هل ترى أنَّ الوعود التي يُمَنِّي بها بوش ودعاة السلام والتطبيع في المنطقة ستحقق أهدافها بإقامة دولة فلسطينية؟ ج12: ليس هناك وعود ستتحقق، وحكاية الدولة قصة فارغة؛ لأن شارون ونتنياهو يقبلان بدولة، لكن السؤال هو: ما تلك الدولة وما حدودها وما مساحتها؟ وأين القدس واللاجئون؟ إلى غير ذلك من التفاصيل. مؤتمر بوش سينتهي إلى لا شيء، وهو أصلاً مُعَدٌّ من أجل تهدئة الوضع وصولاً إلى ضرب إيران بحسب الإرادة الصهيونية. وعموماً المجتمع الصهيوني ليس جاهزاً لتسوية تمنح الفلسطينيين الأراضي المحتلة عام 67 مع عودة اللاجئين، بل حتى ما هو أقل من ذلك. س13: ما أثر التحالفات الروسية مع بعض القوى العربية ضد المشروع الأمريكي ومن ذلك موضوع حماس؛ فهل ستستطيع أن تلعب دوراً في مواجهة الهيمنة الأمريكية؟ ج13: روسيا دولة مهمة، وسياسات بوتين فيها قدر من التحدي للولايات المتحدة، وهي واحدة من مبشرات الحراك السياسي الدولي في اتجاه تعددية قطبية، لكن من الصعب التعويل عليها أكثر من اللازم في هذه المرحلة، فما زال بوسع أمريكا مساومة القوى الكبرى مثل الصين وروسيا على تنازلات مقابل تمرير سياسات تخص هذه المنطقة، ليس من أجل مصلحتها الداخلية، ولكن من أجل المشروع الصهيوني الذي يتحكم أصحابه (أعني : المحافظين الجدد) بالقرار السياسي الأمريكي في عهد بوش الابن. س14: هل يمكن أن تقدِّم لنا رؤية عن طبيعة نظر الاتحاد الأوروبي لواقع حكومة هنية؟ وهل تستطيع الانعتاق من الزجاجة الأمريكية؟ ج14: الاتحاد الأوروبي في سياساته تجاه المنطقة أفضل حالاً من أمريكا، لكنه منذ ثلاثة أعوام لم يعد مستقلاً إلى حد كبير؛ والسبب هو خوفه من هزيمة أمريكية على يد قوى المقاومة في المنطقة؛ لأنها قوى يصعب السيطرة عليها وقد تهدد مصالح أوروبا بحسب قناعة قادتها. ولعلنا نشير هنا إلى نفوذ يهودي في القرار السياسي الأوروبي ما زال يؤثر هو الآخر على التوجهات العامة للسياسة الخارجية، لا سيما في فرنسا التي كانت تقود الاستقلالية الأوروبية عن أمريكا. س15: هل يمكن استثمار بعض مواقف الدول العربية المتعاطفة مع حكومة حماس أو الداعمة لسبل الحوار؟ ج15: الدول العربية عموماً متفاوتة في موقفها مما جرى في غزة، لكنها عاجزة في ظل الضغط الأمريكي، وفي ظل التحضيرات لضرب إيران؛ عن القيام بدور كبير في لجم جموح محمود عباس الذاهب بعيداً في سياسة الارتماء في الحضن الأمريكي الإسرائيلي، لكن الموقف قد يتغير لاحقاً إذا بقي الحال على ما هو عليه. س16: هل ترى أنَّ حالة الضغط مع الإذعان للكثير من الحكومات العربيَّة سيسبب لهم في المستقبل إشكاليات ليست في صالحهم؟ ج16: خضوع الدول العربية للسياسات الأمريكية ليس في صالحها بالتأكيد، لا سيما ما يتعلق بالقضايا الكبرى، مثل: قضية الاحتلال في العراق، ولْيتذكر هؤلاء أنه لولا المقاومة لكان حال المنطقة برمتها مختلفاً إلى حد كبير، ثم إن قبول الأنظمة بمبدأ تهميش الإصلاح كما تريد واشنطن الآن، بعد أعوام من ترويج المصطلح؛ ليس في صالح الأنظمة؛ لأن عجلة الشعوب لن تعود إلى الوراء، والتغيير لا بد منه، إن لم يكن بالرضى فبالثورات الشعبية بعد وقت قد لا يطول. س17: ما حقيقة التفكير السياسي الاستراتجي للصهاينة؟ وهل هو في مرحلة ضعف؟ أم أنَّهم يعيدون ترتيب صفوفهم بدراسة معمقة لتعاملهم لما بعد أحداث غزة؟ ج17: الكيان الصهيوني في مأزق حقيقي، أولاً: لغياب القادة الكبار، وثانياً: لغلبة الروح النفعية الفردية عليه، وثالثاً: بسبب هزيمة لبنان الأولى والثانية والفشل أمام المقاومة في الضفة والقطاع (انتفاضة الأقصى)، وأيضاً فشل التعويل على حرب العراق لتحقيق ما عجز عن تحقيقه مشروع أوسلو، وفي النهاية تراجع النفوذ الأمريكي في العالم، والذي سيتأكد بمرور الوقت، وقبل ذلك كله رفضه التسوية القائمة على القرارات الدولية التي يمكن أن تمنحه حق الأمان في المنطقة، ربما لأنه يدرك أن هذه المنطقة لن تقبله في يوم من الأيام؛ فكيف حين تكون مدججة بالصحوة الإسلامية وروح المقاومة والاستشهاد كما هي عليه الآن؟!
| حوار مع الكاتب والمحلل السياسي أ. ياسر الزعاترة حولفلسطين في ظل التطورات الأخيرة) |
| |
|